على بركة الله نبدأ
في رمضان بتقديم وجبة معلوماتية حول التاريخ العثماني .
التفسير الشريف :
من أجل شعائر الخلافة وأفضل عوائد السلطنة قراءة
التفسير الشريف في شهر رمضان المعظم في السراي السلطانية
بحضور جلالة السلطان، وهذه عادة ابتدأ أسلاف جلالته
بها منذ مائة وخمسين سنة ، فبلغ الدرس الآن من التفسير إلى آخر سورة الأنفال ، وعدد الدروس عشرة تقرأ في أثناء الشهر المبارك من كل سنة .
فتنتخب السراي عشرة من العلماء من
المنسوبين إليها والمعروفين لديها بالأوصاف اللائقة لحضور هذا المحفل الجليل، وتنتخب لكل واحد
منهم عشرة من طلبة العلم الموصوفين بمحاسن الآداب يحضرون يوم
حضور مدرسهم لقراءة درسه ، فيسألونه بعض الأسئلة في الذي يقرأه من التفسير وهو يجاوبهم ، وتعيين أيام الدروس في أثناء الشهر موقوف على صدور الإرادة السنية به ، فيحضر المدرس صاحب اليوم بأصحابه العشرة من طلبة
العلم إلى (المابين) بعد صلاة الظهر، فيدخلون إلى المكان
المخصوص لقراءة الدرس، ويدخل المشايخ ورجال المابين
الذين يختارهم جلالته لشرف الحضور لهذا الدرس ، فيجلسون
الجميع جلسة الصلاة ما بقي الدرس على شكل هلال ونجم ، ذلك الهلال كرسي جلالة السلطان الذي يجلس عليه ، ويبتدئ المدرس في القراءة والطلبة في الأسئلة حتى ينتهي الدرس قبيل صلاة العصر ، وجلالة السلطان جالس يسمع ، فإذا انفض ذلك المحفل الديني الشريف أخذ المدرس والطلبة عوائدهم من
الإحسان السلطاني، وانصرفوا بعد قراءة الفاتحة داعين شاكرين
. لا زالت هذه العادة الشريفة جارية في هذا البيت
الرفيع القدر ما هَلَّ على المسلمين هلال الشهر.
[ إبراهيم المويلحي : ما
هنالك ، مطبعة المقطم بمصر ، سنة 1896م ، ص 148-149 ].